الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فقد كثر السؤال عن حكم الاكتتاب في شركة مدينة المعرفة الاقتصادية، وقد قرأت نشرة الإصدار الخاصة بها من موقع تداول، وقد نصت على أهداف الشركة وهي "إدارة تطوير المشروع، وغايتها أن تصبح شركة تطوير عقاري رائدة في المملكة ومستثمرا في محفظة متنوعة من الأصول العقارية عالية الجودة ومزودا لتشكيلة واسعة ومتكاملة من الخدمات ذات الصلة بالعقار. وليس لدى الشركة نية لإجراء أي تغيير أساسي في طبيعة عملها". ولأجل ذلك فستقوم هذه الشركة بإنشاء منطقة تجارية ومرافق وبنية تحتية تكون محفزا لإنشاء صناعات معرفية في منطقة المدينة المنورة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام. وستكون الشركة مسؤولة عن المخطط العام للمشروع فقط والمعالم الرئيسية لمكوناته المتوقعة ومواقعها على أرض الواقع (ص 31)، وهو قريب لما نص عليه في ملخص النظام الأساسي (ص 75). كذلك تشمل عمليات الشركة أنشطة تشغيلية أخرى مثل بيع وتأجير وإدارة العقارات والمرافق (ص 32). وذكرت النشرة أنه "ربما تقرر الشركة في مرحلة لاحقة توسيع أنشطتها التنموية عن طريق مواقع إضافية" (ص 20).
ومن الأمور المحمودة في الشركة أن النشرة ذكرت أنه "حين الحصول على تمويل عن طريق قروض والمتوقع أن يكون على شكل تسهيلات إسلامية" (ص 22)، وكذلك النص على أن الشركة يمكن أن تصدر صكوكا (ص 76).
وحيث إن نشاط الشركة نشاط مباح، ولا يوجد عليها تمويلات غير إسلامية ولا استثمارات غير إسلامية، فأرى جواز الاكتتاب بها، وأوصي نفسي وإخواني القائمين على هذه الشركة بتقوى الله، والخوف منها، فهو شديد العقاب، وأوصيهم كذلك بالسرعة في تنفيذ ما التزموا به للمكتتبين من مشاريع وبنية تحتية، والالتزام بما ذكروا من كون التمويلات إسلامية وليست ربوية ولا يكفي فيه أن يكون متوقعا، بل يجب أن يكون مجزوما به، فالله سبحانه وتعالى يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور.
وأذكرهم بمقامهم عند الله تعالى يوم العرض الأكبر عليه، وأذكرهم كذلك بما ذكروا كثيرا في نشرة الإصدارة من أهمية المكان الذي يزاولون فيه أنشطتهم، وقربه من المسجد النبوي، ومن قبر المصطفى صلى الله عليه وسلم.
وأسأل الله لهم التوفيق والسداد والإعانة.
وأذكر القارئ الكريم أن الغرض من هذه الفتوى تبيين الحكم الشرعي للاكتتاب وليس التوصية به، وعلى المكتتب أن يتأكد من جدوى الاكتتاب بنفسه. والله أعلم.
الاثنين العاشر من شهر جمادى الثانية، 1431 من هجرة المصطفى عليه أفضل السلام وأزكى التحية.
وكتبه: محمد بن سعود العصيمي